الهوية الشخصية

أولاد دراج, المسيلة, Algeria
أستاذ بجامعة محمد بوضياف حاصل على الماجستير في اللسانيات والدراسات المعجمية العربية من المدرسة العليا للإساتذة *ببوزريعة البريد الإلكتروني:sghilous@yahoo.fr

الصفحات

الخميس، أبريل 16، 2009

الإنتاج الشفوي * تعبير شفوي*

الإنتاج الكتابي ( التعبير الكتابي )

الأستاذ : صالح غيلوس جامعة المسيلة


- تقديم :
الكتابة في موضوع معين تستدعي الإلمام بنواحي الموضوع صغيرة كانت أو كبيرة ، وأصعب الأمور بدايتها ، والأصعب في ذلك حينما تهم بالكتابة ؛ أي لما تضع القلم على الورقة ، وتستدعي الأفكار فتأبى الانقياد مستسلمة لك ، فتعنفها فتأبى ، فتلملم أشلائك وتحملها وأنت منكسر الخاطر . ياللعجب أنت الآن مذلولا مدحور وممن ، تسأل نفسك أنا المتحدث البارع الحاذق
أنت من يصوغ الروائع ويصور البدائع ، ويمتلك أرصدة اللغة يقف عاجزا .
نعم تقف عاجز فالفكرة تفرض عليها سطوتها واختياراتها وأحيانا قسوتها وخاصة إذا كنت من ضعيفي الإرادة ، فحسبك الفشل الذريع .وأحيانا تجد الأفكار في حنية تنساب رقراقة من نهر هادئ حلوة المذاق تحمل كل أمتعتك وزد اللغوي دون مشقة وعناء ، هذه حال النفس البشرية مطواعة أحيان وعاصية آحايين أخرى ، إنه الإنتاج الكتابي الذي نعاني منه في الجزائر ، فلما يواجه أحدنا موقفا اتصاليا مباشرا ، يقف عاجزا يجمع الألفاظ ويكدسها كما يكدس التمر الردئ ، وإيمانا منا بأن هذا الموضوع له الأهمية الكبيرة لطالبي العلم وخاصة الباحثين في تعليمية التعبير الكتابي وكذا طلبة - أ ل - م - د ، أرجوا أن يفيدهم وأتمنى أن ألا أكون قد قصرت . الأستاذ صالح غيلوس

1- مفهوم التعبير.
التعبير هو الإبانة والإفصاح عن الأفكار والمشاعر والأحاسيس عن طريق استخدام الكلام الفصيح أو الكتابة أو وسائل التعبير الأخرى من تصوير ،ورسم ورقص وتوقيع ونحت وإشارة وتمثيل , وفيه يختار الكاتب الوسيلة الأكثر مرونة ودقة وأشدها نفاذا إلى النفس البشرية بحيث يدقدق عاطفته ويحرك مشاعره .
أ- لغــة : جاء في المعجم الوسيط :عبر فلان : عبرا جرت دمعته ، وعبَّر المتاع والدراهم : نظر كم وزنها ، عبر عبرا : جرت دمعته ، ويقال عبرت عينه فهو عابر ، وهي عابر ، وهي عبرة ج ( عبارى ) ، عبر الرؤيا عبرا وعبارة : فسرها وأخبر بما يؤول إليه أمرها وفي القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿َ ياأَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيَىَ إِنْ كُتْنُمْ للرّؤُيَا تَعْبُرُونَ﴾. 1 وورد في لسان العرب : العابر الذي ينظر في الكتاب فعبره أي يعتبر بعضه ببعض حتى يقع فهمه عليه ،وقيل : أخذ هذا كله من العبر وهو جانب النهر ، وعبرت الطريق ، أعبره عبرا وعبورا : إذا قطعته من هذا العبر إلى ذلك العبر ... وعبر عن فلان تكلم عنه ، واللسان يعبر عما في الضمير.2
- عبر الرؤيا عبرا وعبارة : فسرها. 3 وعبر مصدر لِفعل مزيد بحرف واحد عبّر (بالتضعيف ) ومعناه أعرب وبيّن بالكلام ما كان يكنّه من أفكار وأسرار ، وعبَّرَ الرؤيا ، فسرها ، وعما في نفسه: بيَّن وأعرب ، وعن كذا : تكلم ".4
والتعبير هو التبيين والإعراب والإفصاح ولذلك قيل أن : التعبير" هو الإبانة والإفصاح عما يجول في خاطر الإنسان من أفكار ومشاعر ، بحث يفهمه الآخرون ". 5
ب- اصطلاحا : قد عرفه محمد غازي التدمري بقوله " التعبير هو ما يجول في خاطر الكاتب من أفكار ومشاعر بليغة فصيحة وواضحة .... هو تعبير المرء عن فكرة ما بلغة من لغات التعبير ، ويقصد بالفكرة : الموضوعات التي يراد التعبير عنها ، كوصف لحدث واقعي يجري أمامنا أو خيالي سمعنا به أو تحليل فكرة اجتماعية ، قومية ، نفسية ، ..من الموضوعات التي لها مساس مباشر بالإنسان في حياته اليومية "6
أما الدكتور نايف معروف فيقول عنه " هو العمل المدرسي المنهجي الذي يسير وفق خطة متكاملة للوصول بالطالب إلى مستوى يمكنه من ترجمة أفكاره ومشاعره وأحاسيسه ومشاهداته وخبراته الحياتية – شفهيا أو كتابة – بلغة سليمة وفق نسق فكري ".7
وهو كذلك " نشاط تربوي وعمل تعليمي خاضع لمنهجية نابعة من بحوث تربوية وخبرات تعليمية " 8،حيث يهدف إلى تنمية أفكار المتعلمين وتطوير أساليبهم وفق منهجية تربوية ويعتبر وسيلة ناجعة لتعلم اللغة ، والوصول بالمتعلمين إلى مستوى يمكنهم من التعبير بنوعيه الوظيفي والإبداعي في إطار مشكلات حقيقية ،حيث يكون المتعلمون أمامها في تحدي حيث لا يسعهم إلا أن يجندوا خبراتهم ومكتسبا تهم ويصوغونها في قالب لغوي يفصحون فيه عن عواطفهم ويترجمون فيه " أحاسيسهم ، بلغة بليغة ،سليمة المبنى والمعنى، وواضحة وبألفاظ متينة متماسكة ،وحينئذ تنموا ملكة الإنتاج بالقراءة بالإطلاع " 9.
والكاتب يستخدم الكلمة المؤثرة التي تنفذ إلى قلب المتلقي فتسيطر على كيانه ، ولا يكون ذلك إلا من خلال تناسقها مع غيرها حين يحسن اختيارها إذ نجدها تضفي على النص هندسة جميلة تجعل منه شكلا متناسقا ومنسجما، والكلمة هي الوسيلة الحاملة لأفكار ومشاعر وأحاسيس الفرد إلى الآخرين الذين يتفاعلون بدورهم لخلق مجال للتواصل اللغوي المؤدي إلى الفهم والإفهام .
وبالتالي فالتعبير شاحذ للفكر وصاقل له ، فهو" ينمي القدرة على توليد الأفكار وتنظيمها ، وعرضها في ثقة وثبات ويتدّرب المتعلمون على الحرية في مناقشة الأفكار والقضايا التي تعترضّهم ".10
2- أهدافه وأسسه وشروطه :
1 - أهداف التعبيـر: التعبير له منزلة كبيرة بين أنشطة تعلم اللغة العربية وهو مهارة من مهارات اللغة الرئيسة ويجمع التربويون والمربون على أهمية هذا النشاط بل يجب استغلاله بكيفية أحسن يستفيد المتعلم منه لترقية لغته .
ويتميز التعبير بين أنشطة اللغة العربية كونه الأصل أما بقية الأنشطة فهي روافد تصب جميعها فيه .
مما لاشك فيه أن القراءة مفتاح العلوم فهي تزود الكاتب بالمادة اللغويةوبآليات وأدوات اكتساب المعرفة بكل أصنافها . لا يتأتى ذلك إلا من خلال ممارسة الفعل القرائي على النصوص الأدبية والفنية والعلمية ، حيث تمثل قواعد اللغة صمام النجاة من اللحن والزلل في التعبير والإملاء وسيلة لرسم الكلمات رسمًا صحيحًا......إلخ. 11
- أهداف فكريـة : تتجسد في الثراء اللغوي والمعرفي والفكري المحصل عليه من ممارسة القراءة الفعلية لنصوص الآداب التراثية وحتى العالمية التي تمثل الرافد الحقيقي لهذه الثروة التي تساهم في نمو القدرات العقلية والفكرية والإبداعية للكاتب .
- أهداف سلوكيـة : يهدف التعبير إلى توظيف اللغة في النشاط الحياتي،لأن الحياة الجماعية تتطلب التواصل والفرد لايعيش منعزلا .بل هو محاط بأناس يتواصل معهم يحاورهم ويتبادل معهم النقاش ووسيلته في ذلك اللغة ، بحيث يمرن منذ ولدته على الكلام والاستماع ورويدا رويدا يكتسب آليات التخاطب والإصغاء ويتغلب على عامل الحياء الذي يقف عائقا دون توضيح الأفكار و المعاني التي تجول بخاطره ،فيتعود على الارتجال الكلامي المباشر وخاصة في مواقف محرجة فتبرز لديه الشجاعة الأدبية التي ترتبط بلباقة الحديث والإصغاء وإبداء الرأي .
- أهداف وجدانية : ينظر إلى التعبير والإنتاج بنوعيه على أنه نشاط إنساني معقد وتتمظهر صعوبته اختيار الموضوع (ماذا ) أقول أو أكتب؟ ، وكيف أقول أو أكتب؟ ومتى أقول أو أكتب ، ولمن أكتب ؟. هذه العوامل تتدخل عوامل كثير في تحديد معيار الصعوبة كالذاتية والموضوعية فالإبداع يحتاج إلى الصراحة وأحيانا أخرى إلى الغموض والإبهام.
2- أسـس التعبير : للتعبير أسس متعددة يعتَمَدُ عليها لتحقيق الغاية منه
أ - أسس اختيار الموضوع : إن اختيار الموضوع في للحديث أو الكتابة ليس بالأمر الهين ولا السهل لذا يجب على الكاتب أن يضع في حسابه اختيار الموضوعات التعبيرية وأن الاستقرار على مواضيع بعينها يطرح عدة تساؤلات ، كيف ؟ ولماذا ؟ وعلى أي أساس؟ ولذلك يتم الاختيار على أساس العناصر التالية : حسية أو معنوية أو وطنية أو دينية أو ثقافية .....إلخ . ـ أسس حسيـة: والمقصود بها التي يقوم فيها الكاتب بوصف الأشياء المحسوسة :( وصف الربيع، وصف يتيمة ، وصف البحر ،..................) .
ـ أسس معنوية: هي تلك المواضيع العاطفية والدينية من محيط الكاتب:
( التضامن الأخوة ، التكافل الاجتماعي ، الأعياد الدينية ، الأم ، اليتم ...... ) .
ج ـ أسس وطنية: وهي المواضيع التي تخص الوطن مثل: ( اليوم الوطني للشهيد ، ذكرى ساقية سيدي يوسف ، اندلاع الثورة التحريرية ، عيد الاستقلال وبعض المواضيع الخاصة ذات الطابع الإبداعي ( وصف ، السرد ، الحكاية )،أو ذات الطابع الوظيفي ( كتابة رسائل / خطابات ـ تقرير،....
ب- أسس تتعلق بالثروة اللغوية :
تعد اللغة الطبيعية أهم مظهر سلوكي وعقلي يعكس " إنسانية الإنسان في هذا الكون .. لأن ممارسة الحدث اللساني في الواقع لا تعدو أن تكون تجسيدا للجانب العملي للقدرات العقلية التي يمتلكها الإنسان والتي من خلالها يحقق نزعته الاجتماعية ؛ أي الإنسان ميال بطبعه إلى التواصل مع أفراد مجتمعه "12.
ج- الأسـاس الاجتماعــي : اللغة هي الحامل المادي للأفكار وبواسطتها تنتقل الخبرات والإنجازات من جيل إلى آخر عن طريق التواتر الشفهي أو عن طريق الكتابة التي سمحت بنقل ما كتبه الأولون ولولاها ما وصلتنا المصادر الأولى للمعرفة البشرية .
د- الأسـاس النفسـي : " اللغة مرآة عاكسة للعناصر المكونة لشخصية الفرد وتتجلي عن طريق الممارسة الفعلية للحدث اللغوي ، "يستخدمها للتعبير عن آرائه الخاصة ،وبها ينقل خبراته للآخرين وذلك تأكيدا لشخصيته وتثبيتها " 13
- التأثر و الانفعال : الإنسان يتأثر ببعض ما يجري حوله أكثر مما يجري بعيدا عنه وهذا الأثر الذي ينفذ إلى نفسه. هو الذي يدفعه إلى التأمل والتفكير وإلى التحدث والكتابة والتواصل مع الناس .
- الغــــرض: فقد يتأثر الإنسان وينفعل ويملك ثروة لغوية واسعة ،لكنه مع ذلك لا يكتب ولا يتحدث لأنه لا غاية له من الكتابة أو الحديث. 14
هـ- الأساس العضوي : للأعضاء أهمية كبرى في عملية التعبير وتمرين هذه الأعضاء على النطق بالكلام والقراءة يساعدان على تجويد النطق والتحكم في مخارج الأصوات وحركة اليد أثناء الكتابة لها الأثر الكبير على التعبير الجيد والسليم, وأن أي خلل يطرأ على اللسان سينعكس حتما على الفكر والسلوك ،كأن يتعثر المتعلم في كلامه أو يصعب عليه إخراج الكلام ، بلا شك يكون محل سخرية من زملائه، لذا نجد أصنافا من المتعلمين يهابون ويتخوفون من التعبير الشفهي ومواجهة المستمعين، للشعور بالنقص من جراء هذه العاهة يظهر عليه التقوقع والانطواء وإذا عبر فتعبيره مصطنعا لا حياة فيه ، وهذه الأمراض معيقة للتعبير ويسميها المختصون ( الأفازيا ، الأنارثريا ، البارافازيا الفونيمية ، البارافازيا المونيمية) ، زلات اللسان وهي أبسط الأمراض اللغوية , إن الذين يغلب عليهم الانطواء وعدم الرغبة في الحديث أو المشاركة أو التعبير الشفوي ، لأنهم يهابون المواقف الاجتماعية لأن أصعب المواقف هي مخاطبة الناس .
3- شروط التعبــير : إن وجود ما يعبر عنه الإنسان يعتبر أحد العناصر التي تسهم في نجاح التعبير ؛ بمعنى أن يكون هناك شيء ما يستدعي التعبير عنه، فكرة أو حادثة أو قصة وكذلك القدرة على التعبير وتتمثل في " امتلاك الثروة اللغوية وتقنيات التعبير والقالب الأدبي الذي يصاغ فيه الموضوع (الوصفي ، السردي ، القصيدة ، الخطبة ) والرغبة في الحديث أو الكتابة ".15
1- أغراضـه : التعبير وسيلة التواصل والتفاهم بين الناس ووسيلة عرض أفكارهم وتبيان مشاعرهم وهو نوعان :
أ‌- التعبير الوظيفي : هو التعبير الأكثر استخداما وتوظيفا في الحياة العملية والاجتماعية والمتعارف عليه بين الناس في أمور حياتهم اليومية ، المؤدي دائما إلى الفائدة الوظيفية ، لأجل التعود على كتابة رسائل أو تدوين بطاقات تهنئة أو كتابة نشرات أو إعلانات أو تقارير أو ملء استمارات.........إلخ .

ب- التعبير الإبداعي : وهو التعبير الجميل الصادر عن خبرة وإطلاع والمتميز بإتقان أسلوبه وجودة صياغته وعمق فكرته وخصب خياله وإفادته من جميع فروع اللغة العربية . والذي يفصح فيه الكاتب عن مشاعره وخلجات نفسه ومكنوناتها فيترجمها بعبارات منتقاة جيدة النسق بليغة اللفظ حسنة التأليف مستوفية شروط السلامة اللغوية والنحوية مترابطة الأفكار لتنتقل بيسر من ذهنه إلى أذهان الآخرين.16
ومن صوره التي يظهر بها،كتابة المقالات وتأليف القصص أو نظم الشعر وكتابة وتأليف التمثيليات أو كتابة السير والتراجم ، يتسم التعبير الإبداعي بالذاتية الواضحة ويعتمد على عنصري التشويق والإثارة .
4- أنواع التعبـــير :
التعبير عمل شاق يتطلب جهداً كبيرا من المتكلم الذي يوظف فيه المهارات اللغوية التي تساعده على تبليغ أفكاره .فإنه يحتاج إلى مواصفات مثل حسن اختيار العنوان واختيار القالب وتوليد الأفكار وصياغتها والتنسيق بينها وفق العناصر الرئيسة للموضوع وتضمينه الغرض من عملية التواصل .
إن تعلم اللغة العربية لا يقتصر على إجادة القراءة والفهم فقط .بل يتعدى إلى ماهو أهم إلى التعبير بشقيه الشفوي والكتابي.
1- التعبير الشفـوي : هو وسيلة للاتصال بين الأفراد و الجماعات في أماكن تواجدهم المختلفة في العمل في الأسرة يتحدثون ويتخاطبون و يتحاورون ويتناقشون ويتناظرون باللغة الشفهية الحوارية ، لامتيازها بقصر جملها وبساطتها ودلالتها الواضحة وتحتاج بعض المواقف هو أن يمتلك المرسل ثقافة واسعة وجرأة وشجاعة أدبية . وهذه المهارة تنمى عن طريق القراءة والممارسة التدرب على مختلف فنون الكلام الشفهي .
التعبير عن الأفكار مشافهة يحتاج إلى السلامة العضوية من الأمراض المعيقة للحديث . ويعتبر نشاط التعبير الشفوي فضاء للإبداع والابتكار و" اللغة الشفوية عالما خارجيا لا يتحكم فيه إلا المجتمع اللغوي الذي يوزع أو يتقاسم مابينه هذه اللغة ". 17 وهو بذلك توطئة وتمهيدا للتعبير الكتابي فإذا تمرن المتعلم في حصص التعبير الشفهي على ألوان الخطاب فإن ذلك سوف يسهل عليه عملية تحليل الأفكار وعرضها كتابة في أجمل حلة وأجزل أسلوب.
1-1- أشكال التعبير الشفهي : يتم تنفيذ التعبير الشفهي بأشكال مختلفة باستخدام الوسائل التالية الكتاب ، السند ، التعليمة الصور و المشاهد و اللوحات ..... إلخ .
وله عدة أشكال منها: ( التعبير الحرفي أو التلخيصات أو التعليقـات حول مواضيع معينة أو حوادث مختلفة أو إجراء حور أولقاءات صحفية ) ، يتدرب المتعلم على استغلال بعض القصص لتلخيصها أو التعليق على صور ومشاهد مقترحة عليه أو يوظف الوصف لما يرى ويشاهد مع نقده ومقارنته بآخر مع دقته ووضوحه ، ومن صوره إجراء حوار حول قضية ما أو التعليق على مشهد تلفزيوني أو إكمال نقص فيها أو زيادة معان لها صلة بها أو إعادة بنائها من جديد بأسلوب من إنشائه ، أو تصور نهاية أخرى لم تخرج على بال المؤلف مع التركيز على معناها أو بتغيير معناها بإدخـال معاني جديدة عليها ، يركز المعلم " على خلق المواقف التواصلية الحية لتكثيف ممارسة المتعلم التي تساعده على خلق تواصل تعليمي بناء ".18
1-2- أهداف التعبير الشفوي : بالرغم من تنوع أشكال التعبير فإنه يستهدف غرضين أساسيين :
أ - التعود على الكلام الفصيح : يتم تدريب المتعلم على " الكلام الصحيح وإيراد الأفكار المرتبة المتسلسلة بجرأة وثقة بالنفس ، تبعدانه عن الخطأ والخوف منه وهذه الثقة بالنفس ، تحل عقدة لسان الولد وتساعده على النجاح في دروسه ". 19
ب - استعمال اللغة وتراكيبها: تنمى قدراته ومهاراته المختلفة عن طريق التمرن والتمرس وذلك باستعمال كلمات اللغة وتراكيبها وأساليبها وتوظيف كل ما من أجله أن يساعد على طلاقة اللسان وحسن الأداء والقدرة على الربط المنطقي وسرعة الاستجابة .
ويضاف إليها ممارسة الخطابة أثناء الحصة ودور المعلم أن يحثه على الارتجال والاعتماد على النفس من خلال الحديث مباشرة دون العودة إلى الكتابة ، الشيء الذي ينقص المتعلمين اليوم وتشجيعه على الجهر بالرأي والصراحة في القول وأن يحسن الاستماع إلى غيره ويتدخل في النقاش كلما دعت الضرورة إلى ذلك ، محترما آداب الحديث وإذا أراد التدخل طلب الإذن وناقش بهدوء ودافع عن أفكاره بالحجج الدامغة التي لاتحمل التعصب والأنانية مع التدليل على صدق أفكاره .

انتهى .


الهوامش :
1- سورة يوسف الآية 43
2- ابن منظور : لسان العرب ، المجلد ( 3) ، ص 667، 668
3- المعجم الوسيط : مجمع اللغة العربية ،ج2 ، ص 580
4- المنجد في اللغة والأدب والعلوم ، ط(23) ، ص 484
5- نايف معروف : خصائص اللغة العربية وطرائق تدريسها ، دار النفائس ، (دت) ، ط(1) ، ص197
6- محمد غازي التدمري : التعبير الفني ، دار الهدى للطباعة والنشر ، عين مليلة ، الجزائر ،(دت) ، (ط1) ، ص12
7- نايف معروف ، المرجع السابق ، ص 197
8- الكتاب السنوي ،(1999) ، ص191
9- زكرياء إسماعيل : طرق تدريس للغة العربية ، دار المعرفة الجامعية ، القاهرة ، 1995 ، (دط) ، ص 15
10- خير الدين هنّي : فنيات التدريس ، دار مدني ، الجزائر ، 2002 ،(ط2) ، ص149
11- ينظر، د ، نايف معروف: المرجع السابق ، ص 200
12- أحمد حساني : دراسات في اللسانيات التطبيقية ، ص 68.
13- أحمد حساني : المرجع نفسه، ص 74
14- ع الرحمان النحلاوي : الطرق الخاصة لتدريس اللغة العربية ، مؤسسة الكتب المدرسية ، دمشق ،1967/1968، ص152
15- محمود أحمد سعيد : الموجز في طرائق تدرس اللغة العربية وآدابها ، ، دار العودة ، بيروت ، 1980 ، (دط). ص 83
16- محمد صالح سمك : فن تدريس اللغة العربية ، ص 35
17- عبد الجليل مرتاض : اللغة والتواصل ، ص 123
18- المصطفى بن عبد الله بوشوك : تعليم وتعلم اللغة العربية وثقافتها ، ص 252
19- يوسف الصميلي : اللغة العربية وطرق تدريسها نظرية وتطبيقا ، المكتبة العصرية ، بيروت ، 2002 ، (دط) ، ص 180

ليست هناك تعليقات: