الهوية الشخصية

أولاد دراج, المسيلة, Algeria
أستاذ بجامعة محمد بوضياف حاصل على الماجستير في اللسانيات والدراسات المعجمية العربية من المدرسة العليا للإساتذة *ببوزريعة البريد الإلكتروني:sghilous@yahoo.fr

الصفحات

الجمعة، أبريل 17، 2009

أحلام ضائعة

أحلام ضائعة الأستاذ : صالح غيلوس
خرجت ذات صباح ، الجو بارد وحزين ، نسيت أن أستمع إلى نشرة الأحوال الجوية لكن للأسف ،كان قد انقطع التيار الكهربائي على حييناالبارحة وبتنا على الشموع ، تعودنا على ذلك ، أسير ولا أعبأ بحركة المارة . أسمع ضوضاء هنا وهناك، تمر الشخوص أمامي لا أكاد أميز أحد أحث الخطى أرجو ألا أتأخر عن موعد الحافلة ، هرولت لما رأيتها تتحرك في اتجاهها ،لوحت بيدي انتظرني من فضلك .
توقف ويا ليته لم يتوقف لأني جريت حتى خارت قواي ، ركبت ثم سلمت على الراكبين ويا لسوء الحظ سأكمل المسافة واقفا الأماكن كلها مشغولة، قلت في قرارة نفسي هذا يوم نحس من بدايته .
سارت الحافلة رويدا رويدا حتى استقرت على سرعتها المعتادة، عمي أحمد يترنح يمينا وشمالا كأرجوحة الأولاد ، لباسه الأحمر وطاقيته الصوفية المعقوفة وشرابه المسدول على شفتيه في كبرياء وأنفة كالعادة رائحة دخانه تزكم الأنوف، سألني أين تذهب اليوم . العمل ولم أعلق، علق قائلا هكذا ابن أدم في شقاء حتى يوسد في التراب ولاينال الراحة ، قلت عمر الشاقي باقي .
وبعد الكيلومتر الخميسن ، توقفت الحافلة ونزل شيخ هرم كان جالسا بجانبها، بلباسه الرث والوسخ ،شابة ولا كل النساء ، حباها الله بجمال لم أرى مثله في الكون ، شابة حركت كياني وأرتعش لها وجداني ، جلست مكان الشيخ ، صرت أتململ أود جذب انتباهها ، لكن لاتحرك ساكنا ، منهمكة في قراءة دفترها .
لم أعد قادرا على الصبر أكلم نفسي هيا كلمها .لا أستطيع ، كلمها ياجبان ، هذه فرصتك التي انتظرتها منذ سنين لاتضيعها ، هي أمامك الآن ، أنت الآن في الأربعين ماذا تنتظر كلمها ، أغتنم الفرصة .بدأت أحس بحرارة جسدها ، آه تمنيت لو أضمها وأقبلها ، الكل منهمك ، الآن لا أبالي بأحد حتى عمي أحمد .
أزداد خفقان قلبي حتى ظننت الكل يسمعه ، عاد حديث النفس ، كن رجلا ولو مرة في حياتك ، النساء يتمنعن وهن الراغبات لا تخف ، اختر كلمات رومانسية وأقدم ، سألت نفسي ترتعد لما، اَثبت يا رجل هذه ليست معركة .
تشجعت بعد أن حبست أنفاسي وسلمت ، انتبهت إلي وابتسمت ، أحمر وجهي وسرى الدم في عروقي ، ساد الصمت برهة ، وبعد ذلك قطعت علي وسوستي وحديث نفسي ، تأدبت في جلستي التي كانت تنم على خوض حرب ، لقد انفتح باب الحلم، تجاذبنا أطراف الحديث ، كانت تكلمني أركز على حركة شفتيها الرقيقتين وعلى حواجبها المرسومتين بأنامل فنان أتلذذ بالاستماع واستمتع ، ترجفني رموشها بأمواجها العاتية التي لاترحم ، شعرت بولادة جديدة ، تنهدت فعلا كنت ميتا .
للأسف وصلنا ،أخذت رقم هاتفها - ثم نزلنا وتفرقنا - انتهى كل شئ ، حلت بي سكينة ، وتدفقت إلى جسدي قوة الشباب . ، شرعت الآن أخطط لموعد سنتفق عليه لما أكلمها ، دخلت العمل ليس كباقي الأيام ، أحلم وأحلم
لم أستطع حمل القلم ، شغلني الحلم عن الواقع ، نادني الحاجب ، المدير يطلب لقاء جميع العاملين، طرحت علي نفسي وزملائي نفس السؤال هل هناك اجتماع ؟ أم هناك جديد ؟.
دخلنا مكتب المدير ، توقفت أنفاسي وشلت حركتي ، وقلت أنت .
قالت نعم أنا المديرة الجديدة للمؤسسة .

ليست هناك تعليقات: